في هذه المقالة سوف اتحدث بإيجاز عن العمل في مشروع التخرج من خلال تجربتي الشخصية محاولاً ان أسدي لك بعض النصائح المجانية أثناء قراءتك وبالتحديد لو كنت طالب مقبل على السنة النهائية في دراستك ومشروع التخرج هو همك الشاغل من فضلك أحضر كوباً من الشاي او أي مشروب يساعدك على القراءة بتأني وحاول ان تأخذ العبر من هذه التجربة قدر المستطاع.
أولاً : الفكرة.. الفكرة.. الفكرة..
لعلك الأن تتعجب لماذا سوف أبدأ الحديث عن الفكرة أولاً قبل فريق العمل !
حسناً؛ الفكرة هي العنصر الأهم الذي يجب الالتفاف حوله من قبل باقي الفريق وليس العكس بأن يتجمع فريق من الاصدقاء سوياً ثم تبدأ رحلة المعاناة والبحث عن السراب لإيجاد فكرة مرضية ومتفق عليها من كل اعضاء الفريق، اذا كنت تسلك هذا الطريق الأن ولديك فرصة للهروب فغادر فوراً هناك حائط سد في منتصف الطريق.
من خلال تجربتي الشخصية كان لي الحظ في عدم الوقوع في مصيدة الأفكار والتي كنت سأجد نفسي مجبراً على اختيار فكرة من قائمة المشاريع الطويلة -التقليدية- التي يعرضها كل دكتور لإنقاذ الطلاب البائسين في الحصول على فكرة ، وعادة ما تكون هذه القائمة مقتبسة من جامعة أجنبية اخرى ويتم عرضها كل عام دون اي تعديل او تطوير.
بعد ظهور نتيجة السنة قبل الأخيرة بدأت مباشرة في التفكير في فكرة مشروع التخرج وأصبحت فعلياً هي كل ما يشغل تفكيري في هذا الوقت ، بحثت كثيراً على الانترنت لأستلهم بعض الأفكار من المشاريع الأخرى ، وقرأت بعض المشاريع التي يتم عرضها في جامعات عالمية أخرى وفي مجالات مختلفة لكن للأسف لم أصل لفكرة مرضية.
لذلك بدأت التفكير بموضوعية أكثر وحاولت البحث عن المشاكل التي أواجهها تقنياً بشكل شخصي ومحاولة التفكير في حل لها ويتم تنفيذ الحل كمشروع تخرج ، عندها بدأ سيل من الأفكار المقبولة تأتي الى ذهني بسبب كثرة المشاكل التي نواجهها كل يوم ولكن بالطبع لا توجد مشكلة بدون حل او عدة حلول مختلفة لأنها في أغلب الأحوال قد واجهت بالفعل أشخاص أخرين في عالم أخر يسبقنا تقنياً بأعوام وتم التفكير في حلول لها وتنفيذها مسبقاً ، لذلك تأكدت عندي قناعة ان فكرة مشروع التخرج لا تشترط ان تكون فكرة ابداعية لم يفكر بها أحد من قبل وأن الهدف من انجاز مشروع التخرج هو محاولة لتقييم كل المهارات التي تم اكتسابها خلال سنوات الدراسة من خلال التنفيذ الفعلي للفكرة ، لذلك اقتصرت مجال البحث عن الفكرة في عنصر واحد وهو ” ان تكون فكرة قوية تم تنفيذها مسبقاً وتثير اعجابي واهتمامي الشخصي وأرغب في محاولة الوصول لتنفيذها بشكل مختلف ومبدأي بغرض التعلم واكتساب مهارات جديدة ” والذي بدوره سيدفعني لمعرفة لماذا هذه الفكرة تحديداً اثارت اعجابي من البداية من خلال التحديات التي سوف نواجهها اثناء تنفيذ الفكرة.
لذلك نصيحتي لك في البداية : فكر جيداً في الفكرة وأعطي لنفسك وقت مناسب بدون استعجال ، ستأتي اليك افكار كثيرة في البداية قد تجد بعضها غير قوياً بما فيه الكفاية لا تيأس وقم بكتابة هذه الافكار وترتيبها حسب اهميتها يمكنك ايضاً ان تشارك هذه القائمة مع اصدقاءك للمناقشة والاستلهام فقد تأتي اليكم افكار جديدة اخرى أفضل بكثير، ولكن الأهم ان تكون الفكرة تثير اعجابك بشكل شخصي ولديك دافع قوي في ان تقرأ الكتب والمراجع والمقالات العلمية في سبيلها دون ملل.
بالمناسبة اذا كنت تتسائل عن فكرة مشروع التخرج الخاصة بي فهذا هو رابط المشروع : Atumy
ولكن ليس هناك مجال للحديث عنه في هذه المقالة.
ثانياً : فريق العمل
لنتفق سوياً من البداية ان الفكرة الرائعة التي ترغب في تنفيذها كمشروع تخرج لن تقوم بتنفيذها بمفردك -حتى وان كانت قدراتك ومهاراتك تسمح لك بذلك- لأن من ضمن أهداف مشروع التخرج هو ممارسة العمل الجماعي كنوع من التأهيل والتدريب لما بعد التخرج عندما يتم توظيفك ، في أغلب الأحوال سيتم توظيفك لتعمل في فريق عمل داخل الشركة ، لذلك حاول قدر المستطاع ان تتعلم من جميع المواقف التي تمر بها خلال تعاملك مع فريق مشروع التخرج فلربما يقابلك احدى هذه المواقف بعد ذلك فيكون لديك من الخبرة ما يدفعك لاتخاذ القرار الصحيح.
حاول جاهداً ان تنتقي اعضاء الفريق بشكل عقلاني وحازم ، لا تضم أحد للفريق لن يقدم له شيئاً سوى المشاريب أوقات الاجتماعات ، لا تضم أصدقاءك المقربين للفريق فليس بالضرورة ان تستطيعوا العمل بشكل جاد سوياً طوال الوقت ، حاول ان تضم أشخاص ذات خبرات مختلفة فمثلاً لا تضم 3 أشخاص يحترفون التعامل مع قواعد البيانات فشخص واحد فقط يكفيك وبإمكانك الاستفادة بالعدد وادخال خبرات اخرى مختلفة قد تحتاجها للفريق ، سيكون من الأفضل اختيار شخص له قدرة تحمل عالية ليكون مسؤلاً عن أكثر المهام مللاً في المشروع وهي عملية التوثيق وكتابة التفاصيل المطلوبة في نهاية المشروع.
يمكنك ايضاً ان تعرض الفكرة بشكل مبسط وتفاصيل واضحة لكل من تتوقع منه ان ينضم للفريق معك ولاحظ علامات الاعجاب او الاستنكار منهم ومن يقبل العرض للانضام للفريق تأكد من ان تسأله هل يطلب الانضمام لاقتناعه التام بالفكرة وانه يرغب ان يعمل بها وسوف يضحي بكثيراً من أوقاته من أجلها ؟ اذا كانت الاجابة نعم بالتأكيد ، فأنت لديك الأن كارت الإرهاب الذي يمكنك ان تستخدمه ضد هذا الشخص اذا حاول الخمول اثناء العمل.
ثالثاً : التواصل
ضع في اعتبارك ان الاجتماع الفعلي لكافة أعضاء الفريق في الجامعة لن يكون ممكناً طوال الوقت وخاصة أوقات ما قبل الامتحانات او اذا كان هناك اعضاء في الفريق من اماكن مختلفة ولديهم جداول دراسية مختلفة ، لذلك اختر وسائل تواصل بديلة وسهلة على كافة الاعضاء يمكنكم اللجوء اليها في حالة عدم توفر التجمع في الجامعة.
الفيس بوك كوسيلة تواصل للطلاب هو الأشهر والأسهل ولكن لا تجعل التواصل عليه هو الأساس يمكنكم استخدامه في المحادثات السريعه والعاجلة ، ولكن يفضل ان يكون هناك قناة تواصل شبه رسمي بين أعضاء الفريق لتنظيم العمل عليها ، في حالتي كنا نستخدم Trello لإدارة واسناد المهام للأعضاء ومراقبة حركة تطور المشروع بشكل مبسط ، وقطعاً لأن المشروع سوف يكون به أكود برمجية فيمكنك ان تصنع معروفاً للفريق وتقوموا بتعلم كيفية استخدام أدوات الـ Source Control مثل Git واجبار انفسكم على العمل بها داخل الفريق ، يمكنك ان تستخدم Bitbucket للحصول على مستودعات مجانية خاصة بكم.
الخلاصة
مشروع التخرج هو واجهتك للعمل في السوق بعد التخرج لا تستبعد ان يتم سؤالك في مقابلات العمل عن مشروع تخرجك ، فاحرص على ان تختار فكرة قيمة وان تعمل عليها بكل طاقتك وتبذل فيها كثيراً من الجهد مع باقي الفريق وقطعاً لن يضيع هذا الجهد اذا حرصتم على اتقانه واخراجه بشكل لائق اثناء المناقشة ، وتذكر دائماً
قول الله تعالى ” إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا “.
يمكنك أيضاً ان تقرأ :
نقاط هامة حول مشروع التخرج – عبد الله عيد
مشاريع تخرج مزعجة وخطوات عملية لمشروع متميز – مازن مليباري
هل مررت بتجربة مشروع التخرج ولديك بعض النصائح الاضافية تريد توجيهها؟ او اذا كنت طالب مقبل على مشروع التخرج هل لديك أي استفسارات ترغب في السؤال عنها؟