تجربتي الرائعة عن التقديم في شركة Readify للعمل باستراليا

منذ شهرين ماضيين وتحديداً في فبراير من العام الحالي وجدت أحد المنشورات لصديقي على الفيس بوك Mohamed Meligy يتحدث فيها عن ان شركة Readify التي يعمل بها حالياً تحتاج الى مطورين دوت نت للعمل لديها باستراليا وانهم يحتاجون عدد كبير من المطورين هذه الفترة.

حقيقة في البداية تجاهلت الموضوع تماماً فأنا ما زلت أدرس في سنتي الأخيرة من الدراسة الجامعية بكلية الحاسبات والمعلومات، ولكن أخذني الفضول وحب الاستطلاع لفتح رابط التقديم للعمل في الشركة لمجرد المعرفة بالشئ ليس أكثر ووجدت ان التقديم يتطلب ان تمر من خلال حل لغز ما لكي يصل طلب تقديمك الى الفريق المختص بالشركة ويبدأوا بالتواصل معك لأجراء المقابلات

حرفياً قولت في سري:
” مش ناقصة وجع دماغ دلوقتي لما يجي وقتها ربنا يحلها “.

وعدت بعض الايام ولم أفكر مرة ثانية في الموضوع.

لم يمضي أسبوع كامل على هذا المنشور ووجدت ان صديقي يقوم بالنشر والالحاح على هذه الفرصة ويحاول ان تصل الفرصة لعدد كبير من المهتمين وبالأخص المطوريين المصريين تحديداً على مجموعة Egyptian Geeks Jobs على الفيس بوك ، كنت في ذلك الوقت اتصفح الفيس بوك يوم الجمعة في الصباح الباكر

فقولت في نفسي :
” ما تيجي نجرب نحل اللغز ده ، انا مش عاوز اشتغل ولا اقدم في الشركة بس عاوز اشوف ايه مستوايا وايه اللي ناقصني عشان اقدر اوصل للشركة دي لو حبيت اقدم في يوم من الايام “.

وفعلاً دخلت على الرابط وبدأت في قراءة تفاصيل اللغز المسمى Knock! Knock! ومن خلال قراءة سريعة للصفحة وجدت انهم يريدون عمل تطبيق ويب عبارة عن Web Service تقوم بوظائف محددة تم وصفها في ملف ملحق بالصفحة ومن ثم رفع التطبيق واستضافته على الانترنت ووضع الرابط الخاص به لإختبار الوظائف التي قمت بتنفيذها داخل الـ Web Service .

في الواقع سعدت جداً بهذا التحدي لأني احب هذا النوع جداً من التطبيقات وخاصة انه قريب جداً من مشروع التخرج الذي أعمل عليه حالياً فتحمست جداً للبدأ في حل التحدي.

وللأسف دون الخوض في تفاصيل عملية التطوير فشلت في اجتياز هذا التحدي بنسبه لا تتجاوز الـ 7% وذلك بسبب استعجالي الشديد واغتراري بسهولة التحدي واخطاء شخصية اخرى عديدة. فاكتفيت هذا اليوم وانسحبت مصاباً بكمية لا بأس بها من الاحباط ولكن في داخلي شئ يثور بغضب يريد ان يعرف ماهو الحل الصحيح لهذا التحدي وماهي الأخطاء التي ارتكبتها.

في الواقع بدأت اتناسى الموضوع لمدة أسبوع كامل حتى جاء يوم الجمعة التالي الموافق 20 فبراير 2015 وصادفت قدراً رؤيتي لهذا المنشور مرة اخرى ، فأخذتني الحمقة وأصبت بفيض من العزيمة والإرادة

وتفوهت هذه المرة بصوت عالي بجملة:
” يا انا يا انت بقى المرة دي، مش هتحرك من مكاني غير لما أحل البتاع ده “.

وبدأت بالفعل في حل التحدي من البداية كأني لما أراه من قبل، وبدأت في حل الأخطاء وتفاديها واحداً تلو الأخر وفي كل مرة أكتشف انه بالفعل ليس بهذه السهولة التي كنت اعتقدها في التجربة الأولى وانه يحتوي على بعض الخدع البسيطة التي فعلياً تحتاج لبعض الوقت لاكتشافها، وبسبب اصراري على الاستمرار نجحت بفضل الله تعالى في اجتياز التحدي بنسبة كبيرة هذه المرة مقارنة بالتجربة الأولى تحديداً 81% وانتفضت من مكاني أشعر بلذة الانتصار، وزادني سروراً رسائل التهنئة والتشجيع التي ظهرت في الصفحة بعد اجتياز التحدي ، وبسبب الحماس الزائد

قولت في نفسي:
” ايه المانع أكمل واعمل الانترفيو مش هخسر حاجة كده كده لسه بدري عليا اهو على الاقل اتأكد من مستوايا واشوف نظام الانترفيوهات بره عامل ازاي”.

وبالفعل بدأت في ملئ استمارة التقديم وكان بها بعض الاسئلة عن اختيار مكان العمل بمدن مختلفة باستراليا وهل تحتاج الى مساعدة في الانتقال ام لا وقمت بالحاق السيرة الذاتية الخاصة بي وبدأت في انتظار الوصول للمرحلة الثانية وهي مقابلة الأسئلة التقنية ، وهذا توثيق للحدث الذي كان بمثابة فرحة عارمة بالنسبة لي في هذا الوقت.

Readify Knock Score
صورة من اجتياز المرحلة الأولى من التحدي

في خلال فترة الانتظار تواصلت مع صديقي محمد مليجي من خلال تويتر لأخبره بما حدث واستفسرت منه عن كوني مازلت طالباً هل يمنعني من الوصول للمقابلة وأخبرني انه اذا سألني احد عن هذه النقطة ان اكون صريحاً من البداية واذا تم رفضي يمكنني ان اتقدم مرة اخرى بعد 6 أشهر.

لم تمر ثلاثة أيام من الانتظار حتى استيقظت على ايميل من فريق الـ HR بالشركة يبارك لي على اجتياز المرحلة الأولى ويوضح لي بعض التلميحات قبل الدخول في المقابلة من ضمن هذه التلميحات ان المقابلة ستكون مدتها في قرابة الساعتين وانها ستكون مكالمة صوتيه على سكايب (نسخة سطح المكتب التي تدعم مشاركة الشاشة) وأهمية تثبيت فيجوال ستوديو 2013 وتجهيز بيئة التطوير الخاصة بي ، وبالفعل قمت بهذه التجهيزات وبدأنا في الاتفاق على ميعاد المقابلة والشخص الذي سيقوم بعمل المقابلة معي ، وكان توقيت المقابلة نفسه تحدي أخر بالنسبة لي فهو في تمام الحادية عشر مساءاً بتوقيت القاهرة وهو الوقت الذي اكون فيه قد خلدت الى النوم منذ عدة ساعات.

في يوم الخميس الموافق 26 فبراير 2015 ، ذهبت الى الجامعة كأي يوم عادي ولكن كنت مشتت الذهن طوال الوقت بسبب ما ينتظرني في المساء وكان كل خوفي انا تضيع عليا المقابلة بسبب النوم او انقطاع الكهرباء او انقطاع الانترنت وبدأت جميع المخاوف تتناوب عليا واحدة تلو الأخرى، فبدأت بأخذ الاحتياطات اللازمة ورجعت الى البيت سريعاً واقترضت جهاز USB Modem من أحد الأصدقاء تحسباً لانقطاع الانترنت ، وأجبرت نفسي على النوم عصراً لأستيقظ عشاءاً وأبدء في التجهيز للمقابلة.

في الواقع لم أعرف كيف اتجهز لمثل هذه المقابلة ولكن ما جاء في بالي هو قراءة بعض الصفحات العابرة من كتاب Cracking Code Interview والتزمت ببعض النصائح الرائعة التي وجدتها في مقدمة الكتاب ، وبسبب التوتر الزائد طلبت من أحد الصديقات ان نجري مكالمة تجريبية على سكايب لأتفقد بها سرعة الانترنت وجودة مشاركة الشاشة وطلبت منها ان تسألني بعض الأسئلة الحوارية باللغة الانجليزية فقط من أجل تخفيف حدة التوتر.
ومن ثم جاء الوقت المنشود سريعاً وبالفعل في تمام الساعة الحادية عشر تماماً وجدت تنبيه جديد على سكايب بأن الشخص الذي سيقوم بعمل المقابلة يرغب اضافتي كصديق فقبلتها سريعاً ومن ثم بدأت المقابلة.

للأسف لن أستطيع ان اخوض في تفاصيل المقابلة والأسئلة التي طرحت عليا بالتفصيل ولكن اجمالاً سوف اسرد بعض النقاط الهامة :-

  • الشخص الذي قام بالمقابلة كان ودوداَ جداً وكان يعلم ظروف فرق التوقيت واللغة جيداً فكان أحياناً يسألني هل تحتاج الى تبسيط السؤال او هل أكتبه لك في المحادثة لتقوم بترجمته وفعلاً طلبت هذه المساعدة مرتان.
  • عندما قام بالاطلاع على السيرة الذاتية بالفعل سألني عن حالتي الدراسية فأجبته اني ما زلت ادرس في السنة الاخيرة وأن سنة التخرج خلال هذا العام ولم يبدي اي انطباع بانهاء المقابلة والتقديم مرة اخرى
  • بدأنا الأسئلة المتعلقة بالدوت نت والسي شارب وقواعد البيانات وكنت في اعجاب شديد بنمط الأسئلة وتدرجها من السهولة المطلقة الى الصعوبة ، وكان يبدأ سؤاله بهل سمعت عن كذا ؟ اذا اجبت بنعم يسألني واذا أجبت بـ لا يقول لاتوجد مشكلة ويسأل سؤال اخر.
  • بعض الأسئلة كان يقوم بكتابتها في المحادثة للتوضيح ، واحياناً لم استطيع التعبير بشكل جيد عن الاجابة باللغة الانجليزية فكنت أكتب له أمثلة للتوضيح وكان مرناً جداً معي في هذا الامر.
  • مستوى الأسئلة كان فعلاً مقياس حقيقي هل انت شخص تعي جيداً مفاهيم البرمجة وعلى دراية جيدة ببيئة عمل الدوت نت بشكل خاص.
  • بدأنا بعد ذلك في الانتقال الى الأسئلة الخاصة بالويب ، وتفاجئت ببعض الأسئلة التي لم أتوقعها اطلاقاً لسهولتها مثل الفرق بين CSS Selectors وبعض الأساسيات في جافاسكريبت
  • مرحلة كتابة الكود كانت الأكثر اثارة ، فقد أرسل لي مشروع به عديد من الأخطاء بمختلف انواعها وكان الهدف هو اصلاح اكبر قدر من الاخطاء في 20 دقيقة فقط.
  • بدأت سريعاً في فتح المشروع على فيجيوال ستوديو وقراءة ملف التعليمات وأخبرني الشخص المحاور انه سيقوم باغلاق الميكروفون الخاص به ويجلس للمشاهدة وأخذ التعليقات فقط واذا كان هناك اي استفسارت خلال الوقت سيجاوب عليها بكل تأكيد.
  • في البداية وجدت بعض الأخطاء السهلة جداً مثل اخطاء في String Formatting و Array Out Of Index و Null Pointers و غيرها من الاخطاء المنطقية والتي ألهتني كثيراً من الوقت لاكتشافها واصلاحها يدوياً عوضاَ عن كتابة Unit Tests والتي كان ينتظرها المحاور لاجراء التقييم في النهاية ، فأخبرته ان اغلب الاخطاء لم تكن تحتاج الى اختبار وحدات بسبب ضيق الوقت وقال لي انه لا توجد أي مشكلة.
  • في النهاية تقريباً بعض ساعة ونصف أخبرني انه لن يطول عليا أكثر من ذلك لأنه يعلم ان التوقيت لدي بعد منتصف الليل وأخبرني انه سيقوم بارسال الفيدباك والتعليقات الى مسؤل الـ HR الذي يتواصل معي.

تعقيبي على المقابلة :
في الواقع كانت هذه اكثر تجربه مثيرة بالنسبة لي خلال هذه الفترة فأنا تفوقت على نفسي في اشياء كثيرة لما أكن على ثقة منها تماماً، وانتهيت من المقابلة وانا في حالة رضى تام عن ادائي فقد أجبت تقريباً على جميع الأسئلة بشكل صحيح باستثناء سؤالين فقط حقيقة لم اتعرض لهم مطلقاً بخصوص الـ Stubs and Mocks وسؤال آخر يتعلق بالـ JavaScript Prototype.
حقيقة لم أنم يومها حتى عرفت اجابات هذه الأسئلة وتأكدت من بعض اجاباتي الأخرى، وكنت في حالة فرح شديدة هذه الفترة وكنت أعلم يقيناً انني لن اقبل في هذه الوظيفة حتى ولو حدثت معجزة وتم قبولي فلن أستطيع السفر بسبب الدراسة والحالة العسكرية فلم أهتم كثيراً لنتيجة المقابلة كل ما كان يثيرني هو انني اخرجت بعبع الخوف من المقابلات من داخلي، وتغلبت على حاجز اللغة الذي قد يقف حاجزاً منيعاً امام كثير من المطورين ويحرمهم من كثير من الفرص الرائعة، وأثبت لنفسي اني نوعاً ما أسير في مسار وظيفي صحيح يحتاج الى بعض التقويم والتصحيح، وأدركت بعض النقاط المهمة التي يجب عليا تقويتها في مهاراتي البرمجية لتفادي مثل هذه الأخطاء في المقابلات القادمة.

بعد المقابلة بأسبوع وصلني الفيدباك، وبالفعل كنت أتوقع رفضي في الحصول على الوظيفة ولكن كان لدي فضول في معرفة الفيدباك الخاص بالمقابلة وكان ملحق في نهاية الايميل الفيدباك الخاص بالمحاور بشكل صريح ؛

وهو يفيد انني احتاج الى مزيد من الخبرات الواقعية في المجال من خلال العديد من المشاريع لأنني مازلت في البداية ، وان الشركة تطلب مطورين لديهم تلك الخبرات وليس لديهم برامج تدريبية للطلبة المتخرجين حديثاً ، ونصحني بالانضمام الى العمل في بعض الشركات أولاً لكي أخذ دفعة قوية وأزيد من خبراتي ومن ثم التقدم مرة أخرى.

في النهاية لا يسعني ان اصف مقدار السعادة التي كنت فيها خلال مدة خوضي لهذه التجربة ، وأحببت أن ادونها للذكرى بهدف التشجيع الذاتي ومشاركة التجارب المفيدة.

اذا اعجبتك تجربتي يمكنك مشاركتها مع اصدقاءك لعلها تكون حافز لهم في الحصول على وظيفة.

17630 Total Views 3 Views Today